تغيرات إجتماعية تقود الحياة الزوجية إلى الهاوية
الأسرة هي رباط مقدس بين ركنين (الزوج والزوجة)،اللذين يبدآن في تكوينها يدا بيد مع بعضهما البعض،ولكن وفي ظل التحديات الحياتية والمشاغل اليومية التي تمر علينا،نسمع شكوى هذه الزوجة ومعاناة تلك الأخرى..نساء يشتكين من غياب أزواجهن عن المنزل أكثر من تواجدهم فيه فيكون العبء عليهن في التربية وغيرها من أمور ومتطلبات الأسرة،فكيف إذا كان الزوج يأتي للبيت وكأنه ضيف فيه فلا يكون وصوله سوى للنوم فقط؟وما هي الأسباب يا ترى وراء كل هذا؟
مرض أو نوم
أم أسامة قالت: إن مسألة خروج الأزواج وغيابهم عن المنزل لفترات طويلة أصبحت بالفعل ظاهرة منتشرة كثيرا وخصوصا في ظل وجود المقاهي والمطاعم والنوادي في مختلف أنحاء البلاد،فزوجي واحد من هؤلاء الرجال. فللأسف لا يكون جالسا في البيت إلا في حالات يكون فيها مريضا أو نائما فقط!!!
فندق مفتوح
وأضافت أم محمد: زوجي لا يجلس في البيت إلا لحظات قليلة جدا ولا يمثل له البيت إلا مكانا للنوم وكأنه فندق مفتوح له،ولا يرى الأطفال إلا لحظات فقط،وكثيرا ما أطلب منه الجلوس مع أولاده وسماعهم ولو لساعة واحدة أو نصف الساعة،ولكن وبكل برود يبدي حججاً بإزعاج الأطفال وعدم الارتياح في المنزل،بل وحتى أنه لا يستطيع أن يفرِّغ نفسه قليلا من أجل الخروج مع أولاده.
إزعاج وصراخ
أبو سعد قال: أنا بالفعل لا أجلس كثيرا في المنزل لأنني لا أسمع فيه إلا إزعاج الأطفال وصراخ زوجتي،وكأنني غير موجود فلا أحد منهم يجلس معي فلماذا أجلس إذن؟! وفي المقابل عندما أخرج مع الزملاء والأصدقاء أجد من أتكلم معه وأستمتع في الحديث مع هذا وذاك،وعلى الأقل أجد من يفهمني ويشاركني في مواضيعي المختلفة.
شكوى وتذمر
ويوافقه الرأي أحدهم وأضاف: أن زوجتي لا حديث لها إلا عن النساء والشكوى والتذمر من الأطفال فكثيرا ما أشعر بالملل عندما أجلس معها،على العكس عندما أخرج يكون خروجي مجالا لنسيان الهموم والبعد عن الشكاوي.
وجود بالاسم
قالت أم سعيد: زوجي دائم الخروج من المنزل وعندما أطلب منه الجلوس في المنزل بعض الوقت يبدي حجاً بأصحابه الذين لا يستطيع الاستغناء عنهم ،وفي بعض الأحيان الأخرى يأتي بهم للسهر في المنزل،فهو موجود بالاسم لا أكثر فلا نراه إلا في أوقات نادرة جدا،وهذه الرؤية تكون بالصدفة في أحد ممرات البيت أو مرافق المنزل الأخرى.
أسباب ومبررات
هناك العديد من الأسباب التي قد تؤدي إلى قضاء الأزواج معظم أوقاتهم خارج المنازل،والتي تأتي في مقدمتها فقدان الحب والألفة بين الزوجين،و عدم توفر جو الهدوء والسكينة في البيت،وكذلك سعي المرأة للسيطرة على زوجها،وعدم اهتمامها بمظهرها وتصرفاتها وكلامها مع زوجها في بعض الأحيان،وأيضا الفوضى والإزعاج الذي يعم بعض المنازل تكون سببا في هروب الزوج منه إلى الخارج،أضف إلى ذلك كثرة شكوى الزوجة وتذمرها المتزايد،وبعض النساء لا يحترمن أزواجهن كما هو مطلوب فلا يشعر بوجوده في البيت فيخرج للحصول على الر(*) خارجه،وكثير من الرجال تعودوا الخروج من المنزل من دون سؤال من الزوجة مما أدى إلى التمادي في الخروج وزيادته،بالإضافة إلى عدم وجود الاهتمامات المشتركة بين الزوجين فيخرج الزوج بحجة أنه يريد الحديث في مواضيع وأمور لا تفهمها زوجته وليس لها دراية فيها.
حلول
لكل مشكلة في الحياة أو ظاهرة لها حلول التي تحد منها أو تقضي عليها تماما،فمسألة خروج الأزواج من منازلهم لفترات طويلة وسهرهم خارجه ظاهرة اجتماعية سلبية أكثر من كونها ايجابية،ولكن لا بد من أن نوجد لها الحلول المناسبة التي تخفف منها،فإذا ما كان هذا الخروج يجلب للزوج السعادة فله ذلك ولكن في حدود يتفاهم الزوجان عليها، فهو بحاجة للمكان والجو المناسب للجلوس الذي على الزوجة توفيره،احترام الزوجة لزوجها وتعويد أبنائها على الاحترام كذلك مما يشعره بالارتياح والوجود في المنزل،وكذلك على الزوجة تأجيل الشكوى والتذمر لوقت يكون فيه الزوج قد ارتاح من بعد وقت طويل من العمل،ولا بد منها أن تعرف اهتمامات زوجها ومحاولة فهمها والتعمق فيها لتكون قريبة منه أكثر وتحاول إبراز اهتمامها به،أيضا التجديد مطلوب في المنزل فالزوجة الذكية تقوم بالتغيير المستمر في البيت وإضافة بعض اللمسات عليه،أضف إلى ذلك تسامح الزوجة وتغاضيها عن بعض أخطاء زوجها وعدم صراخها في وجه أبنائها بقسوة .
خروج وسلبيات
أحد الأساتذة في علم الاجتماع يفسر ذلك في عدم وجود التقارب والتعاون الكافي بين الزوجين،مما يؤدي إلى خروج الأزواج لفترات طويلة خارج منازلهم،وهذا بدوره يقود إلى سلبيات على الحياة الزوجية وتربية الأبناء كذلك،فيكون الزوج غائبا عن تربية أبنائه والزوجة بدورها تربي الأبناء وتعاني من تقصير الزوج،وبالطبع هذا كله يوصل الأسرة إلى الهاوية شيئا فشيئاً،حيث من الممكن أن تصل الأمور بين الزوجين إلى الانفصال والطلاق فتتفكك الأسرة وضياع الأطفال،فالتركيبة الاجتماعية اليوم اختلفت كثيرا عما كانت عليه سابقا فأصبحت هناك الكثير من المتغيرات الاجتماعية التي تساعد بطريقة مباشرة وغير مباشرة على تفاقم مثل هذه الظواهر في الأسر،وبالتالي تفككها!!!.
ارى ان الزوجة الذكية بيدها الكثييييييير لتفعله تجاه زوجها واسرتها ,بيدها ان تتغلب على اى مشكلة تواجهها مع زوجها بل بيدها منع المشكلة منذ بدايتها وقبل ان تتفاقم,,ولكن للاسف القليل من الزوجات من تتمتعن بهذا الذكاء الاجتماعى,لذا تتفاقم المشكلات حتى تصل للطلاق وضياع الاطفال بين الاثنين.