حوارى مع القمر بالامس,,,,,,,,,

عدت من عملى منهكة ينتاب قلبى الحزن,دخلت منزلى بعد ان اخفيت حزنى حتى لا تراه حبيبتى امى,,وتظاهرت بالجوع وتناولت غدائى واتممت بعض شئون البيت ارضاءا لامى ,وارتديت ملابسى وابلغت امى اننى ساذهب للجيران فهم بنات فى مثل سنى وتربينا معا,,ذهبت وطلبت منهم ان يسمحولى بالصعود وحدى على سطح المنزل,فانا اعشق الصعود هناك واعشق ان اكون وحدى,وبالتاكيد احترمو رغبتى وهم يضحكون ويقولون لى"عاوزة تحضرى منظر الغروب اكيد" ابتسمت وقلت بالتاكيد فقد اقترب رحيل الشمس واود رؤية هذا الابداع وروعة وعظمة الله,,كان يملانى الحزن وتملا عينى الدموع المتحجرة التى ظلت واقفة على الجفون ولم تسقط على وجهى كعادتها,,فظللت انظر لمنظر الغروب وكيف ان الشمس تختفى تدريجيا وهذا الضوء الرائع الذى اراه,,ما اجمله منظر,,يبهرنى ,ياخذنى لعالم جمييييييييييييييييييل يخلو من المشاكل والاحقاد والضغائن,,بدات اشعر ان الحزن ينجلى شيئا فشيئا ,فمنظر الغروب يشعرنى بسعادة لامثيل لها على عكس الكثيرون من يتشائمون ولا يحبون هذا المنظر,,,اشعر اننى طفلة تريد ان تجرى وتجرى لكى تصل الى الشمس وترى المنظر من اقرب مكان لها ,,ظللت انظر حتى اختفت الشمس وبدا الظلام يدخل ولكن القمر قد ظهر وهو بدرا فى هذه الايام,,انار المكان حولى,,واعطانى سعادة اكبر تمنيت ان اظل بهذا المكان الى ان يطلع الفجر ولكنه البرد الشديد ما منعنى عن ذلك,,فجسدى يرتعش كثيرا ولو نفذت رغبتى المجنونة فحتما ساصاب بزكام شديد وانا مرضى ياخذ الوقت الكثير لكى اشفى,,,ظللت انظر للقمر البديع واحاوره كانه يسمعنى ويفهمنى,,سالته "ارايت ايها القمر حزنى ؟؟اريت عذابى والمى؟؟هل هو يتالم مثلى ؟؟هل يبكى مثلى؟؟انت من تراه وتشعر به كما تشعر بى ,,اجبنى ارجوك,,اريد ان اعرف هل احبنى كما احببته من اعماق قلبى؟؟ لما شكك فى حبى؟؟؟؟لما لم يشعر به؟؟لم لم ينتظر؟؟؟وهنا سقطعت دموعى المتحجرة كما سقطت الان وانا اكتب هذا الحوار مع القمر,,,ربما لم استطع ان اظهر مدى حبى له ,ربما لاننى تعاملت معه بحدود ولم اتعداها,,,ولا يجب ان اتعداها يوما,هو لم يفهم ,,لقد اصبحت اهذى ,,نعم اشعر اننى جننت من هذا الحب,,ليتنى لم اعرفه يوما,,ربما وحدتى كانت تؤلمنى ولكن المى بعد فراقه اشد واصعب ,,,متى ساعود لحياتى ايها القمر؟؟؟؟؟؟متى ساشعر بوجودى مرة اخرى؟؟؟فراقه اشعرنى بفنائى رغم حياتى,,,اؤمن بقدر الله واثق انه الخير دوما ولكنى اتالم رغبة عنى ,,اكتشفت اننى ضعيفة ولست قوية كما كنت اعتقد,,اريد حياتى,,لم يجبنى القمر كعادته فقط استمع لى فى صمت ولكننى احسست بر(*) شديدة فقد اخرجت مابداخلى من حزن لكاتم الاسرار ولم اظهر حزنى لبشر حولى فلا اريد ايلامهم لمحبتهم الشديدة لى ,,بعد لحظات اتت صديقتى لتسالنى مابكى؟؟لم اردت الجلوس وحدك؟؟ضحكت قائلة"انتى تعرفيننى ,اريد رؤية منظر الغروب" قالت "اكيد,الا يحزنك شئ ما" قلت لها "لا حبيبتى,انا بخير حال" وصدقت كذبى,واخذنا نتحدث عن خطيبها وما يزعجها منه,,حتى زاد البرد ولم اتحمل فقررت العودة لمنزلى وقد وجدته مليئا بالضيوف,,جلست معهم اضحك وابتسم حتى ذهبوا وودعتهم واسرعت الى حجرتى وظللت افكر حتى غلبنى النعاس .

يحكى أن أحد التجار أرسل ابنه لكي يتعلم سر السعادة لدى أحكم رجل في العالم وعندما وصل انصت الحكيم بانتباه إلى الشاب ثم قال له: الوقت لا يتسع الآن، وطلب منه أن يقوم بجولة داخل القصر ويعود لمقابلته بعد ساعتين .. وأضاف الحكيم وهو يقدم للفتى ملعقة صغيرة فيها نقطتين من الزيت: أمسك بهذه الملعقة في يدك طوال جولتك وحاذر أن ينسكب منها الزيت.

أخذ الفتى يصعد سلالم القصر ويهبط مثبتا عينيه على الملعقة.. ثم رجع لمقابلة الحكيم الذي سأله: هل رأيت السجاد الفارسي في غرفة الطعام؟.. والحديقة الجميلة؟.. وهل استوقفتك المجلدات الجميلة في مكتبتي؟

ارتبك الفتى واعترف له بأنه لم ير شيئا، فقد كان همه الأول ألا يسكب نقطتي الزيت من الملعقة

فقال الحكيم: ارجع وتعرف على معالم القصر.

عاد الفتى يتجول في القصر منتبها هذه المرة إلى الروائع الفنية المعلقة على الجدران.. شاهد الحديقة والزهور الجميلة.. وعندما رجع إلى الحكيم قص عليه بالتفصيل ما رأى.

فسأله الحكيم: ولكن أين قطرتي الزيت اللتان عهدت بهما إليك؟.. نظر الفتى إلى الملعقة فلاحظ أنهما انسكبتا.. فقال له الحكيم: تلك هي النصيحة التي أستطيع أن أسديها إليك.. سر السعادة هو أن ترى روائع الدنيا وتستمتع بها دون أن تسكب أبدا قطرتي الزيت

فهم الفتى مغزى القصة فالسعادة هي حاصل ضرب التوازن بين الأشياء، وقطرتا الزيت هما الستر والصحة

الصحة والستر فعلا ,,,ربنا يديمها نعم,,,ويهدينا ونرضا يارب بقضاؤك شره وخيره