- طارق المصري كتب:
مما لا شك فيه أن أي إنسان غايته أن يكون محبوبا بين الناس وأن يشعر بحب متبادل بينه وبينهم ، الحب بمعناه العام اي القبول اي الائتلاف فكما قال رسولنا الكريم : " الأرواح جنود مجندة ما تعارف منها ائتلف وما تناكر منها اختلف "
ولكي يكون الإنسان محبوبا لا بد أن يصل إلي قلوب الناس وفي الجزء الاول من سلسلة ( الطريق إلي القلوب ) ذكرت بعض الإجراءات التي من الممكن ان تمهد الطريق إلي القلوب ، و اليوم سوف استكمل ما بدأت وفيما يلي بعض الإجراءات التي من الممكن ان تكونا جسرا لنا نصل من خلاله إلي قلوب الناس .
إليكم أصدقائي الأعزاء نموذجا من الأحاديث النبوية الشريفة الهادفة و التي تضع أيدينا علي الوسائل والأساليب السهلة والبسيطة الممكنة و المهيأة لكل إنسان بلا تكلف ولا مشقة ولا عنت ، وسنري جميعا أنها لم تكن خافية علينا ولكن أجهزة الاستقبال و التذوق عندنا كانت معطلة كما قلت كمن ينام علي كنز ولا يدري .
عن رسول الله صلي الله عليه وسلم قال : حق المسلم علي المسلم ست .
1- إذا لقيته فسلم عليه .
2- و إذا غاب فتفقده .
3- و إذا مرض فعده .
4- و إذا دعاك فأجبه .
5- و إذا عطس فحمد الله فشمته .
6- و إذا مات فشيعه .
فالبداية كما قال المصطفي صلي الله عليه وسلم السلام فالسلام هو مفتاح ومقدمة مهمة وخيركم من يبدأ بالسلام فهذه التوجيهات النبوية العطرة الشريفة لو نفذناه بحب ، حب لمن نتعامل معه حب لانفسنا حب الحب نفسه لحققت المقصود منها .
و من الأشياء المهمة أيضا في الوصول إلي القلوب كما قال الحبيب محمد صلي الله عليه وسلم ، أن تسمع الأصم و تهدي العمي و تدل المستدل علي حاجته وتسعي بشدة ساقيك مع اللهفان المستغيث ، وتحمل بشدة ساعديك مع الضعيف .
كل هذا اعتقد لو فعله احد معك لوصل إلي قلبك بل تملكه لأن الإنسان كما نعلم أسير المعروف ، وكما أن الإنسان لاينسي الإساءة فهو أيضا لا ينسي الإحسان والمعروف
اكتفي بهذا القدر وعلي امل باللقاءومواصلة الحديث حتي نصل إلي القلوب وتتحول الدنيا إلي واحة حب واحة خير
و إلي الأمام دائما
أنه يجب علينا التحدي . فالكثير يواجه الظروف نفسها
رفض الأهل للالتزام ، أو رفض شيطان النفس ، لكن علينا أن نتخطى تلك المغريات الملتفة حولنا كأفعى تريد أن تدس السم في أجسامنا وتهرب لتختبئ .ِ
أعلم بأننا نعيش في عالم التناقضات ، الأديب سخر إبداعه لمحو الأدب في نفوسنا ، والصحفي بدلا من أن لا يكون قلمه سيفا لقطع من يهدم العقيدة نجده اليوم سخر السيف والقلم لهدم العقيدة .ِ
لنكن على إدراك أنه بأيدينا نستطيع أن نسيطر على حياتنا ونكون أقوى من أنفسنا . فالنفس أمارة بالسوء . علينا أن نفكر فيمن هم حولنا لنكون مؤثرين لا متأثرين فقط ، دعونا نتخط كل المبادئ العلمانية التي يريدون منا أن نتشبع بها
ونعيش في أجواء إيمانية حتى لو أدى بنا ذلك إلى أن نجد أنفسنا بعيدين عن كل لذائذ الدنيا ، دعونا نترك المبارزة بالمعاصي ونتذوق لذة الدمعة والخشية من الله .ِ