كيف تكسبى ثقة شريك حياتك..................

لوذ معظم الرجال بالصمت عند مناقشة أمور تتعلق بالمشاعر ، أما النساء فهن قادرات على التحدث ساعات طويلة عن مشاعرهن وآمالهن وطموحاتهن ،


هذا وإن بدا الرجال أكثر تحفظاً في التعبير عنها ، فربما يكون لدى كل منهم أسبابه الخاصة المقنعة.‏
ذكر أحد الكتاب بأن الرجل ينأى بنفسه عن البوح بعواطفه إلا عند شعوره بالثقة والمودة من شريكته ، أما في الأحوال الأخرى فإن أي مناقشة لعواطفه فسيعتبرها تدخلاً في خصوصياته وانتهاك لها. لذلك فإن المرأة إن أرادت معرفة مكنونات قلبه فعليها ان توصله الى قناعة بأنها موضعاً لثقته.‏


الكشف عن الذات الحقيقية :‏
إن الفوز بثقة الرجل يتطلب الكثير من الوقت والجهد ، التي إن فقدت ولو مرة واحدة فليس من السهولة بمكان العودة إليها ، لكن إن تمكنت من الحصول عليها فستفوزين بعلاقة طالما حلمت بتحقيقها. إذ إن الثقة بين الطرفين تقود بالضرورة الى الافصاح والتعبير عن ذاتيهما.‏
فإن رغبت أن تكوني الملاذ الآمن عبري له بصدق وصر(*) عما يجول بخاطرك, وكوني على قناعة بأنه سيثق بإجاباتك ، إذ إن الرجال أو النساء لا يستطيعون قراءة ما يدور في خلد أي منهما ، فإن سألك إن كنت مسرورة وقلت : ( نعم ) لا تفترضي بأنه سيعرف بأنك خلاف ذلك, واجعلي كلمة ( نعم ) تعني فعلاً ذات الكلمة هناك أسطورة تقول : إذا كان الرجل يحبك حقاً فسيعلم كل شيء عنك ، لكن تلك المقولة تنافي الواقع ، لذلك فإن كنت تبحثين عن الإلفة توقفي عن المناورات واللعب بالألفاظ ودعيه يعلم من أنت ، وشجعيه على معرفة ذلك ، واعطه الفرصة ليسعدك ، إذ إن معظم الأشخاص من رجال ونساء يفضلون تقديم ما يرغبه الشريك إذا عرفوا الأمر الذي يسعده.‏


دعيه يتكلم :‏
يرغب الرجل الشعور بأنك تنصتين لما يقوله ، واعلمي بأن سبر غور ذاته أمر يتعذر تحقيقه لدى معظم الرجال ، لذلك اصغ إليه إن أبدى رغبته في الكشف عما يحتفظه في أعماقه ، وإياك والتعليق على كلامه أو مجادلته فيما يقول ، وتذكري مؤازرته لك في حل المشكلات ( التي تعترضك ) بالشكل الصحيح وتقديرك له عندما يستمع ويصغي لكل ما تقولين حتى النهاية ، وكوني على قناعة بأن الرجل سيكبر ذلك بك.‏
إن كلاً من الرجل والمرأة بحاجة للشعور بأن الآخر يستمع وينصت إليه, فالإصغاء لمدة طويلة يظهر للشريك تقدير ما يقوله ، واعلمي بأن استماعك وإصغاءك وتقديرك لما يقول سيساعده على الإفصاح عن مكنونات نفسه بشكل أكثر صدقاً وصر(*).‏


كوني الملاذ الآمن :‏
اسألي نفسك إن كنت تشكلين له الملاذ الآمن عندما يتعرض لمعضلة استعصى عليه حلها ، فإن أخبرك بأن ثمة ما يقلقه بشأن عمله أو أبويه أو أي مشكلة أخرى قد تعترضه كوني له عوناً
، أما وإن تراخى في الكشف عن هواجسه دعيه يشعر بأنك تحترمين منه تجنب الإفصاح عن تلك الهواجس ، وأكدي له ثقتك به وعدم الشك بقدراته ، وإن أخبرك بأنه اتخذ قراراً خاطئاً حول مشكلة معينة ، فإنه من غير المسوغ أن تقولي له ( لقد قلت لك ذلك ) وأخبريه بأنك تقدرين قوته ، فالرجال يرغبون بأن يسمعوا من يقول لهم بأنهم أقوياء ، وعندما يشعر بالضعف عليك أن تكبري فيه إمكانياته على حل المعضلات وشاطريه الرأي وعندها ستحصلين على ثقته الكاملة.‏
إن الرجل يرغب بأن يبقي كل ما يقوله لك طي الكتمان ، لذلك فإن العلاقات الأبدية تبنى على الثقة التي تأتي بعد زمن من التعامل.‏


بناء الثقة :‏
إن الثقة لا تتحقق بين الأفراد بشكل طبيعي حتى لو جمعت المحبة بينهم, وإنها تتطلب المزيد من العمل والوقت لتحقيقها, لذلك عليك أن تظهري لشريكك بأنك جديرة بها ، وإنك تثقين به ، فإن توصل الى قناعة بأنك سوف تصغين له دون إطلاق أحكام متسرعة ، وتحتفظين بأسراره التي سيبوحها لك ، فإنه من المحتمل أن تنهض الرغبة لديه في الإفصاح عن مكنوناته الذاتية التي تجنب التطرق إليها عبر حقبة من الزمن.‏