منتديات شموع الاسلام
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتديات شموع الاسلام

الفتاوى العام . الفتاوى الخاص. تفسير الاحلام. تسجيلات القران الكريم . تسجيلات الخط والدروس . تسجيلات الاناشيد
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
ألــف مــبــروك يـامــصــر وشــكــرا فــخـامــة الــرئـيـس الــسـيســي فقد وعــدت فــأنــجـزت شــكرا للــقــوات الـمسـلــحـة الـبـاسلـة وشكر خاص من القلب وعرفان بالجميل من ادارة المنتدى ومن الشعب المصرى الى البطل القومى المصرى السيد الرئيس (( عبد الفتاح السيسى )) لقد عجز القلم عن الكتابة وعجز للسان عن الكلام مبهورين بما تقوم به من انجازات . فقد قلت فصدقت ووعدت فاوفيت . وها انت تترجم اقولك ووعودك الى انجازات ( ابهرت العالم قبل الشعب المصرى بما قمت به من انجازات تجاه مصر وشعبها

اللهم احفظ مصر وشعبها وجيشها ورئيسها ووفقهم إلى الحق وسدد خطاهم واحقن دمائهم وانصرهم على أعدائهم في الداخل والخارج يا رب العالمين

 

 البيان في مداخل الشيطان الفصل الثالث

اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
Maryam Essa
الاداره الــعــامة
الاداره الــعــامة
Maryam Essa


عدد المساهمات : 521
تاريخ التسجيل : 22/05/2010
العمر : 23
الموقع : Maryam Essa

البيان في مداخل الشيطان الفصل الثالث Empty
مُساهمةموضوع: البيان في مداخل الشيطان الفصل الثالث   البيان في مداخل الشيطان الفصل الثالث Icon_minitime105.10.10 21:45

بسم الله الرحمن الرحيم


الفصل الثالث


التحذير

1- العبودية
2- ينزع عنهما لباسهما
3- الولاء
4- اتباع الشيطان
5- لا يصدنكم
6- دعوة الى السعير



التحذير

العدل اسم من اسماء الله تعالى فبما يقتضيه هذا الاسم ان الخالق عز وجل ارسل الرسل وانزل الكتب ليحذر الناس من عدوهم الاول ابليس وحتى تكون الرسل والكتب حجة على الناس يوم القيامة فان الله لا يعذب حتى يرسل الرسل ليبلغوا رسالة ربهم " وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا" ومن اهم ما حذرهم منه. عبادة الشيطان واتخاذه وليا من دونه. وذلك لان المعاصي كلها تنبع من عبادة الشيطان فاذا ازيلت هذه العبودية من قلب انسان صار قلبه متفتحا لعبادة الله وحده.
واكثر التحذيرات بالقران ان لم تكن جميعها مشتقة من
" التحذير من عبادة الشيطان" كالتحذير من العري ومن موالاة الشيطان ومن اتباعه ومن صد الشيطان ويتبين ذلك عندما نعرف معنى العبودية.

العبودية

والعبودية لله اي الخضوع له والطاعة " يقال يدين لله اي يعبد الله ويطيعه ويخضع له فدين الله: عبادتهوطاعته والخضوع له. والعبادة اصل معناها الذل ايضا: يقال طريق معبد اذا كان مذللا قد وطئته الاقدام"
واول من تلقى التحذير من البشر آدم عليه السلام ذلك عندما نهاه الله هو وزوجه عن الاكل من تلك الشجرة وحينما اخبره الله بان الشيطان لهما عدو مبين
" ولا تقربا هذه الشجرة فتكونا من الظالمين "
" ألم أنهكما عن تلكما الشجرة واقل لكما ان الشيطان لكما عدو مبين"
وآدم ايضا هو اول من عبد الله من البشر وذلك عندما ندم على معصيته وتلقى من الله كلمات توبته" وتاب بقيله اياها وعمله بها الى الله من خطيئته معترفا بذنبه متنصلا الى ربه من خطيئته نادما على ما سلف منه من خلاف امر ربه فتاب الله عليه بقبوله الكلمات التي تلقا منه وندمه على سالف الذنب منه والذي يدل عليه كتاب الله ان الكلمات التي تلقاها آدم من ربه الكلمات التي اخبر الله بها عنه انه قالها متنصلا بقيلها الى ربه معترفا بذنبه وهو قوله: " ربنا ظلمنا انفسنا وان لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين" وقد صد الله تعالى ابناء آدم عن عبادة الشيطان ودعاهم لعبادته فقال:
" ألم اعهد اليكم يا بني آدم الا تعبدوا الشيطان انه لكم عدو مبين. وان اعبدوني هذا صراط مستقيم ولقد اضل منكم جبلا كثيرا افلم تكونوا تعقلون"
ومن الايات يتضح قوله تعالى " الاتعبدوا الشيطان"
أي لا تطيعوه ولا تذلوا له فانه لكم عدو مبين والانسان متى تخلى عن عبادة الله وابتعد عنها فلا بد ان هناك نفحات من الكبر دفعته لذلك وكذلك فانه لا بد انه قد اختار ما يعبد سوى الله ويبتعد عن كل صنم او عبد او شهوة وبذلك يكون قد اشرك بالله. ورحم الله شيخ الاسلام ابن تيمية الذي تربى على هذه المعاني وغمس قلبه فيها فقام ينادي بها لا يخاف في الله لومة لائم ولا غضب سلطان لقد عذب عذابا شديدا بسببها ومات وقلبه عامر بها ومما قاله في ذلك المعنى " فمن لم يكن الله معبوده ومنتهى حبه وارادته بل استكبر عن ذلك فلا بد ان يكون له مراد محبوب يستعبده ويستذله غير الله فيكون عبدا ذليلا لذلك المراد المحبوب: اما المال واما الجاه واما الصور واما ما يتخذه الها من دون الله كالشمس والقمر والكواكب والاوثان وقبور الانبياء والصالحين والملائكة والاولياء الذين يتخذهم اربابا وغير ذلك مما عبد من دون الله "
وهؤلاء الذين اتخذوا آلهة من دون الله يعبدونها كأنهم كبلوا انفسهم وأذلوها ومنعوها الحرية ظانين انهم كلما ابتعدوا عن منهج الله فانهم يبتعدون عن قيود الدين وبذلك يكونوا قد اخذوا الحرية كاملة وما دروا انهم وقعوا اسرى في عبودية الشيطان.
وما اجمل ما قاله شيخ الاسلام في تعريفه لمعنى الحرية
" الحرية حرية القلب والعبودية عبودية القلب كما ان الغنى غنى النفس . قال النبي صلى الله عليه وسلم:
" ليس الغنى في كثرة العرض وانما الغنى غنى النفس"
وعندما يصل الانسان الى مرتبة قيادة النفس الى ما امر الله ومعاندتها فيما ترغب مما نهى الله عنه يكون هو سيد نفسه وحق العبد على العبد ان يطيع سيده ويكون هو المعنى الصحيح للحرية الذي ادركه شيخ الاسلام وقام يردده عندما امر بسجنه بقلعة دمشق ملقنا الاعداء دروسا بمعنى الحرية الصحيحة قائلا: ما يصنع اعدائي بي ان جنتي وبستاني في صدري اين رحت فهي معي لا تفارقني وان حبسي خلوة وقتلي شهادة واخراجي من بلدي سياحة" ولم ينس الشيخ ان يعلم هذه المعاني لأتباعه الذين سجنوا معه في القلعة فربما تسرب الخوف الى بعضهم كما ذكر الامام ابن القيم الذي كان احدهم قال "وكنا اذا اشتد بنا الخوف وساءت بنا الظنون وضاقت بنا الارض أتيناه فما هو الا ان نراه ونسمع كلامه فيذهب ذلك كله فينقلب انشراحا وقوة ويقينا وطمأنينة"
وكان مما يقوله لهم ايضا:" المحبوس من حبس قلبه عن ربه والماسور من اسره هواه".
ورغم البعد الزمني الذي بين شيخ الاسلام ابن تيمية وصاحب الظلال سيد قطب الا ان تعريفهما للحرية جاء متشابها عندما جاشت المشاعر في قلب سيد وهو في السجن مع اخوانه الذين ربما ظن احدهم انه مقيد عن الحرية فاراد ان يعرفه معنى الحرية فانشد يقول مخاطبا له:
اخي انت حر وراء السدود اخي انت حر بتلك القيود
اذا كنت بالله مستعصما فماذا يضيرك كيد العبيد

وكانما اراد " سيد" ان يعلم اخاه بان السدود والقيود لا تمنع الحرية اذا كان القلب حرا فيما يختار.
نعم يا اخي انت حر حتى ولو كنت وراء قضبان السجون.
نعم يا اخي انت حر حتى ولو طوقت معصميك القيود.
ولتقيد معصميك وقدميك ولكن تبقى مع ذلك حرا لانهم لم يستطيعوا تقييد قلبك فدعهم فماذا يضيرك كيد العبيد؟
" وشرط العبودية الحب ثم الخضوع والطاعة والذل لمن احب فاذا اكتملت هذه الشروط في شخص ما تجاه شىء ما يسمى عابدا لذلك الشىء" وكلما زاد القلب حبا لشىء ما فلا بد ان ياتي الشرط الآخر كنتيجة طبيعية للشرط الاول ذلك لان من يحب فانه يطيع محبوبه فالذي يحب المعصية يكون عبدا لشهوته متى ما دعته لعمل تلك المعصية يطيعها مهما كانت الظروف - والذين اختاروا الشيطان مولى لهم يحذرهم الله من عبادته ويقول لهم
" ولقد اضل منكم جبلا كثيرا افلم تكونوا تعقلون"
لقد اتخذ من كانوا قبلكم الشيطان مولى لهم فاطاعوه واستكبروا عن عبادة الله فاخذهم الله بعذاب اليم فمنهم من خسف بهم الارض ومنهم من صعق ومنهم من ارسل عليهم حجارة من نار" افلم تكونوا تعقلون"
وها هو عدو الله سائرا في خطته لاضلال البشرية وتحويلهم من عبادة الله الى عبادته وعندما يتحول الانسان عبدا للمعصية فلا بد انه قد احبها وان احبها حشر معها وذلك ما ذكره رسول الله صلى الله عليه وسلم عندما جاءه رجل يساله عن الساعة فقال له:
" وما اعددت للساعة" قال: حب الله ورسوله قال:
" فانك مع من احببت"
وكذلك ما ذكره بعض المفسرين في الاية الكريمة واذا النفوس زوجت" اجاب: يقرن بين الرجل الصالح مع الرجل الصالح في الجنة وبين الرجل السوء مع الرجل السوء في النار .
فذلك جاء التحذير من الخالق جل وعلا من عبادة الشيطان لانه من عبد الشيطان حشر معه فبئس القرين.
ومن اخطر آثار عبادة الشيطان ذهاب الحياء وخطورة هذا الاثر تكمن في ان" الحياء هو الحائل بين الاقدام على المعصية والامساك عنها وانه كالسد اذا تحطم انهمر
الماء يغرق كل شىء فالذي لا حياء له لا سد عنده"
فهذا لا يمنعه مانع من الاقدام على المعصية ليفعلها ولا يرى بها باسا وذلك ما روى في الصحيح عنه صلى الله عليه وسلم انه قال:"مما ادرك الناس من كلام النبوة الاولى اذا لم تستح فاصنع ما شئت"
وعلى هذا مدار الاسلام وتوجيه ذلك ان المامور به الواجب والمندوب يستحي من تركه والمنهى عنه الحرام والمكروه يستحي من فعله واما المباح فالحياء من فعله جائز.
وعلى هذا فان الحياء الذي يكون حائلا دون الوقوع بالمعصية هو الحياء النابع من خشية الله لذلك كله عمد ابليس على تحطيم ذلك الحاجز الذي يمنع من الوقوع في المعصية ينزع اللباس الذي كان يواري آدم وزوجه ليريهما سوآتهما.

ينزع عنهما لباسهما
انها للمسة من لمسات الرحمة والحب لهذا المخلوق وشعور بالعطف عليه متمثلة في نداء الله للبشر جميعا ليس للمسلمين خاصة وهو يناديهم ويحذرهم من الوقوع في فتنة الشيطان" يا بني آدم لا يفتنكم الشيطان كما اخرج ابويكم من الجنة ينزع عنهما لباسهما ليريهما سوآتهما ".
ولقد نجح عدو الله في تطبيق هذا المخطط نزع اللباس لتحطيم كل شىء اسمه حياء منذ العصور البالية الى عصرنا هذا فيما يرويه ابن كثير في عصر الجاهلية قبل الاسلام ان " العرب ما عدا قريشا لا يطوفون بالبيت في ثيابهم التي لبسوها يتاولون في ذلك انهم لا يطوفون في ثياب عصوا الله فيها وكانت قريش - وهم الحمس - يطوفون في ثيابهم ومن اعاره احمسي ثوبا طاف فيه ومن معه ثوب جديد طاف فيه ثم يلقيه فلا يتملكه احد...
ومن لم يجد ثوبا جديدا ولا اعاره احمسي ثوبا طاف عريانا... وربما كانت امرأة فتطوف عريانة فتجعل على فرجها شيئا ليستره بعض الستر... واكثر ما كان النساء يطفن عراة بالليل ... وكان هذا شيئا قد ابتدعوه من تلقاء انفسهم واتبعوا فيه آبائهم يستند الى امر من الله وشرع".
انها جاهلية محضة واستزلال من الشيطان محكم - هذا الذي يحذرنا الله منه فالخطة هي الخطة لم تتغير من بداية استزلال آدم وزوجه في الجنة الى الان ولقد حذرنا الله من هذه الفتنة لعلمه ان منها تنبع اكثر الجرائم .
ولا يخفى على كل منا ما ينتج عن العري الموجود على صفحات المجلات ودور الخيالة والشاشات الصغيرة وما يمارس علنا في دول اوروبا وبعض الدول الاسلامية من جرائم خطيرة وضياع تام في صحراء الضلال وكم من ضحية ذهبت وكم من امراض حدثت كلها بسبب هذا العري الذي يفتن ابليس به بني آدم ولا ينتهون والله يبين لهم بقوله" يا بني آدم لا يفتننكم الشيطان كما اخرج ابويكم من الجنة ينزع عنهما لباسهما ليريهما سوآتهما
وهم لا يسمعون .
ولولا ولاؤهم لابليس وطاعته فيما يامرهم به ما استطاع فتنهم ولكنه الولاء الذي اعماهم عن طريق الحق وهو قريب منهم لو حاولوا ان يحظوا فيه.

الولاء

الولاء لا يكون الا لله او للشيطان ولا يوجد ولاء ثالث بين الاثنين ومعنى الولاية ضد العداوة واصل الولاية المحبة والقرب واصل العداوة البغض والبعد وقد قيل ان الولي سمي وليا من نحو موالاته للطاعات او متابعته لها والاول اصح والولي القريب فيقال هذا يلي اي هذا يقرب منه فاولياء الله هم الذين يحبون الله ويحبهم ويقربون منه وهو يقرب منهم اكثر مما يقربون ولقد قال صلى الله عليه وسلم يقول الله انا عند ظن عبدي بي وانا معه اذا ذكرني فان ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي وان ذكرني في ملأ ذكرته في ملأ خير منهم وان تقرب الي شبرا تقربت اليه ذراعا وان تقرب الي ذراعا تقربت اليه باعا وان اتاني يمشي اتيته هرولة والاتقياء لا يوالون الا الله وكل ما خلا الله فهو في حسابهم من معسكر الباطل حتى دعا ذلك الفهم الرسول صلى الله عليه وسلم ان يقول:
" اصدق كلمة قالها شاعر كلمة لبيد: الا كل شىء ما خلا الله باطل" فهم على هذا الفهم لا يوالون الكفار ايا كانوا حتى ولو كانوا من اقرب الناس اليهم رحما وهؤلاء وصفهم الله بقوله:" لا تجد قوما يؤمنون بالله واليوم الآخر يوادون من حاد الله ورسوله ولو كانوا آباءهم او ابناءهم او اخوانهم او عشيرتهم اولئك كتب في قلوبهم الايمان وايدهم بروح منه ويدخلهم جنات تجري من تحتها الانهار خالدين فيها رضي الله عنهم ورضوا عنه اولئك حزب الله الا ان حزب الله هم المفلحون.
وهذا امين الامة ابو عبيدة بن الجراح يقتل اباه في معركة بدر وهذا الصديق يهم بقتل ولده...وهنا يبرز سؤال أو يكره الابن أباه والأب ابنه؟ لا لا يكرهه لذاته انما يكره الباطل الذي يتبعه وما دام الله هو وليه فهو لا يحب الا من والى الله واما غيره فليس له في قلبه شىء من المودة ذلك لانه باطل.
ومن اجل هذا الولاء الذي عقده المؤمنون مع ربهم كانت المكافأة نفيسةأما في الدنيا فان الله .
" يدافع عن الذين آمنوا " بل ينزل جنوده لتقاتل معهم ويحارب كل من يعاديهم وذلك ما ذكره صلى الله عليه وسلم فيما يرويه عن ربه " من عادى لي وليا فقد آذنته بالحرب وما تقرب الي عبدي بمثل اداء ما افترضت عليه ولا يزال عبدي يتقرب الي بالنوافل حتى احبه فاذا احببته كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به ويده التي يبطش بها ورجله التي يمشي بها" فليس يحارب من يعاديهم فحسب بل يكون معهم بكل شىء حتى لا يسمعون ولا يبصرون ولا يبطشون ولا يسعون الا كما يحب لهم ربهم ويرضى. اما في الاخرة فانه يجزيهم بسلعة الله الغالية الا وهي الجنة.
وصنف آخر من الناس يذكرهم الله بعدوهم الاول قائلا:
" واذ قلنا للملائكة اسجدوا لآدم فسجدوا الا ابليس كان من الجن ففسق عن امر ربه ثم يحذرهم عن موالاته وينكر عليهم اتباعه فيقول: " أفتتخذونه وذريته أولياء من دوني وهم لكم عدو بئس للظالمين بدلا" هذا الصنف من الناس يحبونه وهو يبغضهم ويتقربون اليه بقلوبهم وبأعمالهم وهو يكيد لهم المكائد ويوقعهم بالمصائب تماما كما قال الشاعر:
ومن البلية من تحب ولا يحبك من تحبه
ويصد عنك بوجهه وتلح انت فلا تغبه
حقا انه لبلاء ان تحب وتتقرب وتفني حياتك كلها ليلك ونهارك في سبيله وهو لا يحبك.
وحتى تكون على بينة من الامر بالحب الذي ينجي من عذاب الله والحب الذي يوجب غضب الله نتعرض لما ذكره الامام ابن القيم قال:" وههنا اربعة انواع من الحب يجب التفريق بينها وانما ضل من ضل بعدم التمييز بينها.

احدها - محبة الله ولا تكفي وحدها في النجاة من الله من عذابه والفوز بثوابه فان المشركين وعباد الصليب واليهود وغيرهم يحبون الله.

الثاني - محبة ما يحب الله وهذه هي التي تدخله في الاسلام وتخرجه من الكفر واحب الناس الى الله اقومهم بهذه المحبة واشدهم فيها.

الثالث - الحب لله وفيه وهي من لوازم محبة ما يحب الله ولا يستقيم عن محبة ما يحب الله الا بالحب فيه وله.

الرابع - المحبة مع الله وهي المحبة الشركية وكل من احب شيئا مع الله لا لله ولا من اجله ولا فيه فقد اتخذ ندا من دون الله وهذه محبة المشركين.
وبقي قسم خامس ليس نحن فيه وهي المحبة الطبيعية وهي ميل الانسان الى ما يلائم طبعه كمحبة العطشان للماء والجائع للطعام ومحبة النوم والزوجة والولد فتلك لا تذم الا ان الهت عن ذكر الله وشغلته عن محبته فمن اتخذ الشيطان وذريته اولياء من دون الله وما يحب الله فقد حق عليه غضب الله وكان كاذبا بادعائه محبة الله فالمحب لله كما ذكر الامام يحب ما يحب الله ويبغض ما يبغض الله ويحب لله ويبغض لله فاذا ما استبدل فيستبدل لله لا لهوى او شهوة كما يفعل اولئك الصنف من الناس " بئس للظالمين بدلا".
هذا الصنف من الناس لا يستبدلون الا عندما يصدون عن سبيل الله وهذه هي سنة الله في خلقه فئة يصدون عن الحق وفئة يتبعونه وكلما غفل اهل الحق ووسوس لهم الشيطان ليصدهم عن طريقهم تذكروا تحذير الله لهم وعادوا مرة اخرى سائرين في طريقهم ليقتلعوا الاشواك التي تعترضهم فيه... وماذا يكون بعد الولاء الا الاتباع لعدو الله لا لشىء سوى الفوز بالدنيا وزينتها وما دروا ان مثل الحياة الدنيا" كمثل غيث اعجب الكفار نباته ثم يهيج فتراه مصفرا ثم يكون حطاما وفي الآخرة عذاب شديد ومغفرة من الله ورضوان وما الحياة الدنيا الا متاع الغرور "
عذاب شديد للذين اتبعوا خطوات الشيطان ومغفرة من الله ورضوان للذين اتبعوا طريق الحق .
" اولئك حزب الله الا ان حزب الله هم المفلحون".


اتباع الشيطان

وفي هذه المرة ياتي النداء السماوي لفئة خاصة هي احب الفئات الى الله اولئك هم المؤمنون مناديا لهم.
" يا ايها الذين آمنوا لا تتبعوا خطوات الشيطان ومن يتبع خطوات الشيطان فانه يامر بالفحشاء والمنكر".
وهذا النداء حري بالمؤمنين ان تتفتح له قلوبهم ومسامعهم ليفقهوه لانه انبعث من خالقهم الذي يحبهم ونداء التحذير هذا يكون له وقعه في اذن السامع عندما ياتي من المحب وهنا يصدق قول الشاعر:
تعصي الاله وانت تبدي حبه
هذا لعمري في القياس بديع
لو كان حبك صادقا لاطعنه
ان المحب لمن يحب مطيع

وعلى المؤمن ان يرفع قدمه بسرعة ويحولها الى طريق النور عندما يكتشف ان الخطوة التي امامه هي خطوة من خطوات الشيطان ويلبس ابليس على المؤمن ان يكون صاحب فطنة وعلم ليفرق بين خطوات الشيطان وخطوات الرحمن فاتباع الشيطان يشتمل على عدة اقسام بينها الله تعالى في كتابه اهمها.

( أ ) اتباع الهوى:
قال الله تعالى:" ومن اضل ممن اتبع هواه بغير هدى من الله"
وسببه وسخ يكون في القلب لما فيه من طمع وحسد وانتصار للنفس يحجب الرؤية او يشوشها كالذي ينظر من وراء زجاجة سوداء ويتولد عن الهوى مرض اخطر منه الا وهو الاعراض عن الحق فصاحب الهوى لا يستسلم للحق عندما يعرض عليه ويرده بسبب ذلك الوسخ الذي عكر قلبه لذلك كان هم كل المربين على مر العصور انيحذروا اتباعهم من الهوى.
فكان علي رضي الله عنه يدرك خطورة هذا المرض مما جعله يقول : " ان أخوف ما اخاف عليكم اثنين : طول الامل واتباع الهوى فاما طول الامل فينسي الاخرة واما اتباع الهوى فيصد عن الحق".

( ب ) اتباع سبيل المفسدين:
قال الله تعالى على لسان نبيه موسى موصيا اخاه هارون ولا تتبع سبيل المفسدين"يقول ولا تسلك طريق الذين يفسدون في الارض بمعصيتهم ربهم ومعونتهم اهل المعاصي على عصيانهم ربهم ولكن اسلك سبيل المطيعين ربهم".

) ج ) اتباع الشهوات:
قال الله تعالى: " ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله".
وكل سبيل غير سبيل القرآن والسنة الصحيحة فهو من السبل التي نهينا عن اتباعها قال الامام الطبري:" حدثنا الحمامي قال حدثنا حمام عن عاصم عن ابي وائل عن عبد الله قال: خط لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما خطا فقال: هذا سبيل الله . ثم خط عن يمين ذلك الخط وعن شماله خطوطا فقال : هذه سبل على كل سبيل منها شيطان يدعو اليها ثم قرأ الاية " وان هذا صراطي مستقيما فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله

( ه ) اتباع الظن:
قال الله تعالى:" ان تتبعون الا الظن وان انتم الا تخرصون".
" يقول له : قل لهم: ان تقولون ما تقولون ايها المشركون وتعبدون من الاوثان والاصنام ما تعبدون وتحرمون من الحرث والانعام ما تحرمون الا ظنا وحسبانا انه حق وانكم على حق وهو باطل وانتم على باطل " وان انتم الا تخرصون" فلا يوجد مبدأ صحيح على الارض يعتمد على الظن.

( و ) اتباع الآباء:
قال الله تعالى: " واذا قيل لهم اتبعوا ما انزل الله قالوا بل نتبع ما وجدنا عليه آباءنا". فهذا هو سندهم الوحيد وهذا هو دليلهم العجيب التقليد الجامد المتحجر الذي لا يقوم على علم ولا يعتمد على تفكير . التقليد الذي يريد الاسلام ان يحررهم منه وان يطلق عقولهم لتتدبر ويشيع فيها اليقظة والحركة والنور فيأبوا هم الانطلاق من اثار الماضي المنحرف ويتمسكوا بالاغلال والقيود".
ولقد وجدنا في عصرنا هذا فئة من الناس يتبعون آباءهم في كل شىء. وكل شىء يعارض ما جاء فيه آباؤهم يعتبرونه خطأ وقد خضت مع مع احد هؤلاء حديثا طويلا فلم استطع ان اقنعه بشىء...
والمسلم لا يصح له ان يتبع انسانا مثله لان الانسان خطاء وذو نفسية متقلبة فنجده اليوم على راي وغدا على راي اخر لذلك بين الله تعالى موقف هؤلاء بهذه الاية" أولو كان الشيطان يدعوهم الى عذاب السعير".
( ز ) اتباع المتشابه:

قال الله تعالى:" هو الذي انزل عليك الكتاب منه آيات محكمات هن أم الكتاب وأخر متشابهات فأما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله".
ان المحكم هو الواضح المعنى الظاهر الدلالة اما باعتبار نفسه او باعتبار غيره والمتشابه ما لا يتضح معناه او لا تظهر دلالته لا باعتبار نفسه ولا باعتبار غيره" فأما الذين في قلوبهم زيغ" الزيغ: الميل" فيتبعون ما تشابه منه" أي يتعلقون بالمتشابه من الكتاب فيشككون به على المؤمنين ويجعلونه دليلا على ما هم فيه من البدعة المائلة عن الحق كما تجده في كل طائفة من طوائف البدعة فانهم يتلاعبون بكتاب الله تلاعبا شديدا ويوردون منه لتنفيق جهلهم ما ليس من الدلالة في شىء
" ابتغاء الفتنة" اي طلبا منهم لفتنة الناس في دينهم والتلبيس عليهم وافساد ذات بينهم" وابتغاء تأويله "
اي طلبا لتأويله على الوجه الذي يريدونه ويوافق مذاهبهم الفاسدة".
فكل هذه الانواع من الاتباع هي اتباع لخطوات الشيطان التي نهانا الله عن اتباعها والضمان الوحيد لسلوك طريق الحق والابتعاد عن خطوات الشيطان هو الاستسلام الخالص لله الاستسلام له بكل ما تحوي هذه الكلمة من معان لذلك قال الله لهم مناديا من جديد:" يا أيها الذين آمنوا ادخلوا في السلم كافة ولا تتبعوا خطوات الشيطان انه لكم عدو مبين". وهذا النوع من الاستسلام يجعله لا يخاف الا في الله ولا يتلقى الا من الله ولا يتبع الا القرآن والسنة المطهرة فتكون خطواته كلها محكمة بعيدة عن خطوات الشيطان وطريقه وان المؤمن ليصل الى درجة ان الشيطان نفسه يقوم يخطو بعيدا عن خطواته هاربا منها. وذلك بعد ان يصل المؤمن الى درجة الاستسلام الكامل للواحد الديان والمثال على ذلك ما رواه الامام مسلم في صحيحه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في عمر رضي الله عنه " والذي نفسي بيدهما لقيك الشيطان قط سالكا فجا الا سلك فجا غير فجك".


لا يصدنكم

ان عدو الله دائما يسعى للوسوسة في قلوب المؤمنين يغريهم بملاذ الدنيا وزينتها ويحثهم على طاعة انفسهم واتباع اهوائهم ويعظم في نفوسهم قوة الباطل وحجمه وقلة اهل الحق وانحسار سلطانهم كل ذلك ليصدهم عن الحق ويجعلهم تابعين للباطل.
وانه ليستخدم كل ما يملك من قوة ليصد الدعاة في سبيل الله عن طريقهم الذي التزموه يسكب عليهم كل وساوسه ليفتنهم حتى لتصل وساوسه الى درجة ان المسلم يفضل ان تنطبق عليه السماء او تبتلعه الارض ولا يتفوه بكلمة من هذه الوساوس وعن ابي هريرة قال: جاء ناس من اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فسالوه اننا نجد في انفسنا ما يتعاظم احدنا ان يتكلم به قال وقد وجدتموه ؟ قالوا نعم قال ذاك صريح الايمان
ولكن الله يذكرهم بعدوهم الاول ويحذرهم من الاستسلام لوساوسه لكي لا يصدوا عن سبيل الله ولا يصدنكم الشيطان انه لكم عدو مبين اي لا تغتروا بوساوسه وشبهه التي يوقعها في قلوبكم فيمنعكم ذلك من اتباعه. ثم علل نهيهم عن ان يصدهم الشيطان ببيان عداوته لهم فقال انه لكم عدو مبين"
ولئن استسلموا واغتروا بوساوسه سيكونون مع الراحلين الى السعير...

دعوة الى السعير

ان الذين علموا ان الشيطان لهم عدو فاتخذوه عدوا موقنون حق اليقين بانه يدعو حزبه ليكونوا من اصحاب السعير اما اولئك الذين غلبتهم اهواءهم وغشى الباطل قلوبهم وحسبوا ان الشيطان حبيب لهم فاتبعوه وبدأوا يفتخرون ما بين آونة وأخرى باتباعه في كل شىء في السياسة والاقتصاد والاجتماع يجىء تحذير الخالق جل وعلا لهم ليذكرهم ان الشيطان ما زال مسددا سهامه اليهم وما زال يحدد موقع المقتل في اجسادهم وما زال ينتظر المصابين بسهامه ان يقعوا في الهوة الساحقة بعد ان ترنحهم من اثر الضربات قائلا لهم:" ان الشيطان لكم عدوا فاتخذوه عدوا". فلا يكفي العلم بانه عدو فحسب بل عليهم ان يتخذوه عدوا... عليكم ان لا تركنوا اليه ولا تتخذوه ناصحا لكم ولا تتبعوا خطاه فالعدو لا يتبع خطى عدوه وهو يعقل وهو لا يدعوكم الى خير ولا ينتهي بكم الى نجاة انما يدعو حزبه ليكونوا من اصحاب السعير انها لمسة وجدانية صادقة حين يستحضر الانسان صورة المعركة الخالدة بينه وبين عدوه الشيطان يتحفز لدفع الغواية والاعراء ويتيقظ لمداخل الشيطان الى نفسه ويتوجس من كل هاجسة ويسرع ليعرضها على ميزان الله العادل الذي اقامه له ليتبين له الحق فلعلها خدعة مستترة من عدوه القديم"
وفي الآية كذلك دعوة من الله لاصحاب الحق بالمفاصلة فاتخذوه عدوا وتحذير من الحق جل وعلا في نفس الوقت من ان يتخذ اصحاب الحق عدوهم وحزبه اولياء او يتنازلوا بعض الشىء عن مبادئهم... كلا والف كلا انهم اعداء فاتخذوه عدوا.
وهنا يتذكر اصحاب الحق ان الله وعدهم جنات تجري من تحتها الانهار والشيطان يدعو حزبه ليكونوا من اصحاب السعير... فلا يغرنكم كثرتهم انهم الى السعير سائرون...
ان حياتهم على هذا الكوكب هي راحلة الى السعير
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://siadasd.7olm.org
sayed Essa
الاداره الــعــامة
الاداره الــعــامة
sayed Essa


عدد المساهمات : 731
تاريخ التسجيل : 10/06/2010
العمر : 43
الموقع : sayed Essa

البيان في مداخل الشيطان الفصل الثالث Empty
مُساهمةموضوع: رد: البيان في مداخل الشيطان الفصل الثالث   البيان في مداخل الشيطان الفصل الثالث Icon_minitime105.10.10 22:05

جزاك الله خيرا اخى الكريم
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
البيان في مداخل الشيطان الفصل الثالث
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات شموع الاسلام :: المنتدى الإسلامي-
انتقل الى: